“.حين يجتمع الشباب ليبدعوا ويحلموا، لا يعود التغيير احتمالًا، بل يصبح مسارًا“
لقد شكّل الملتقى الختامي لمشروع FOYER، المنعقد يومي 25 و26 أكتوبر 2025 في فضاء El Space بتونس العاصمة، تتويجًا لعامٍ كامل من التعلم والإبداع والعمل الجماعي. لم يكن هذا اللقاء مجرد ختامٍ لمجموعة أنشطة، بل كان محطةً تلخّص مسارًا طويلًا من النموّ والمشاركة والاكتشاف مسارًا بدأ منذ أشهرٍ مضت، ولا يزال أثره يتجاوز حدوده ليُلهم خطوات جديدة
منذ انطلاقه، لم يكن مشروع FOYER مجرّد برنامجٍ تدريبي، بل تجربة حيّة جمعت بين شبابٍ تونسيين ومكوّنين من جامعة زيورخ التربوية (PH Zürich) وجمعية iiDebate حول رؤية مشتركة: تمكين الشباب من أن يكونوا قادة، مبدعين، وصانعي تغييرٍ مستدامٍ في مجتمعاتهم.

كانت البداية في نوفمبر 2024، من مركز شباب الجديدة، في ورشة «اكتشف مهاراتك». حيث تعرّف قادة النوادي على كيفية استخدام برنامج CORE كأداةٍ للتعلّم، واكتشفوا الموسيقى كوسيلة للتأمل الذاتي وتنمية المهارات الحياتية، كما عزّزوا قدراتهم في التيسير والإدارة. وفي ختام الورشة، كان عشرة أندية شبابية جاهزة للانطلاق مطلع يناير 2025 بقيادة شبابٍ طموحين يؤمنون بالفعل والإبداع.
وفي أبريل 2025، عبر المشروع الحدود نحو زيورخ من خلال ورشة «التحفيز والإلهام في العمل الشبابي عبر التبادل». وقد مثّلت هذه التجربة مساحةً لتبادل الرؤى حول طرق العمل الشبابي والمقاربات التربوية، واستكشاف دور التعلّم الإبداعي في بناء القيادة والوعي الاجتماعي. ومن خلال أنشطةٍ عملية في الطبخ والموسيقى والحرف اليدوية، اكتشف المشاركون أهمية الأجواء المنفتحة والمرحة في تعزيز الثقة وروح التعاون.

خلال الفترة الممتدة بين أبريل وأكتوبر 2025، واصل الشباب عملهم الميداني في النوادي، حيث نظموا لقاءاتٍ وورشاتٍ وأنشطةً مبدعة جسّدوا فيها روح المشروع. لقد كانت تلك المرحلة عنوانًا لـ التعلّم بالممارسة، حيث تحوّل التدريب إلى فعلٍ حيّ يُترجم في الميدان.
في أكتوبر 2025، انطلقت مرحلة الإبداع والتأمل في ورشة «التصميم والإبداع كوسيلة لتعزيز التعاون والتفكير الابتكاري»، خاض المشاركون تجربة LEGO® Serious Play وDesign Thinking مع توماس شتاب (PH Zürich)، فتعلموا كيف يمكن للأدوات العملية أن تفتح آفاقًا جديدة للابتكار في النوادي.
ثم جاءت ورشة «الإعلام والإبداع والنقد: ماذا يفعل الناس بالإعلام وماذا يفعل الإعلام بالناس؟» بإشراف بيتر هولتسفارت (PH Zürich)، لتعمّق التفكير النقدي لدى المشاركين حول مواضيع مثل التنمّر الإلكتروني، الذكاء الاصطناعي، والأخبار الزائفة، مع فتح المجال أمام الكتابة الإبداعية والتأمل الذهني والتصوير الفوتوغرافي كمساراتٍ للتعبير والتفكير الذاتي.

وفي الختام، جاء الملتقى الختامي لمشروع FOYER، بإشراف محمد الوهابي (IIDebate)، دوريس كون، مانويل زوليكر وسمير بولوس (PH Zürich)، ليجمع كلّ أطراف التجربة ويحتفي بالنجاحات التي تحققت، ويستشرف الآفاق القادمة.
قدّم المشاركون حصيلة إنجازاتهم، وتأملوا في الدروس المستفادة، وناقشوا سبل استدامة النوادي الشبابية والمبادرات الإبداعية، مستعينين بالدليل الجديد «الكتيّب»، الذي يُعد ثمرة هذا المسار التشاركي.
كان اللقاء مساحةً للتأمل والتقييم، وقبل كل شيء، لإلهامٍ جديد يؤكد أن تمكين الشباب وثقتنا بهم كفيلان بتحويلهم إلى قوى فاعلة قادرة على تغيير محيطها وبناء ذواتها.
إن هذا النجاح الجماعي لم يكن ليتحقق لولا تفاني الميسّرين والمكوّنين، ودعم جامعة زيورخ التربوية (PH Zürich)، وحماس الشباب التونسي الذين أضفوا على كل لقاءٍ طاقةً من الإبداع والفضول والالتزام.
Foyer: نهاية فصل، وبداية حكايات جديدة
لكن هذه اللحظة ليست نهاية، بل هي بداية جديدة، بداية لشباب الجديدة، ولغيرهم من الشباب الذين سيستخدمون الكتيّب لإطلاق مبادراتهم، والتواصل مع أقرانهم، وصنع التغيير في مجتمعاتهم.
إن رحلة FOYER مستمرة في كل مركزٍ شبابي، في كل فكرةٍ تُولد، وفي كل شابٍ يؤمن أن التغيير لا يُمنح، بل يُبنى، خطوةً بخطوة، معًا.
ترقّبوا فصولًا جديدة… فالقصة لم تنتهِ بعد!







